recent
أخبار ساخنة

**أزمة التجنيس الرياضي في مصر: "كيشو" يتبع "شروق وفا" نحو تمثيل أمريكا ويكشف عن خلل مؤسسي عميق**

 

**أزمة التجنيس الرياضي في مصر: "كيشو" يتبع "شروق وفا" نحو تمثيل أمريكا ويكشف عن خلل مؤسسي عميق**

 

**مقدمة:**

في سياق رياضي متوتر، وبعد أسابيع قليلة من إعلان بطلة الشطرنج المصرية شروق وفا نيتها تمثيل إيرلندا، انفجرت أزمة جديدة تهز أركان الرياضة المصرية مع إعلان المصارع الأولمبي محمد إبراهيم "كيشو"، الحائز على برونزية أولمبياد طوكيو 2020، بدء إجراءات اللعب باسم الولايات المتحدة الأمريكية.

في سياق رياضي متوتر، وبعد أسابيع قليلة من إعلان بطلة الشطرنج المصرية شروق وفا نيتها تمثيل إيرلندا، انفجرت أزمة جديدة تهز أركان الرياضة المصرية مع إعلان المصارع الأولمبي محمد إبراهيم "كيشو"، الحائز على برونزية أولمبياد طوكيو 2020، بدء إجراءات اللعب باسم الولايات المتحدة الأمريكية.
**أزمة التجنيس الرياضي في مصر: "كيشو" يتبع "شروق وفا" نحو تمثيل أمريكا ويكشف عن خلل مؤسسي عميق**


**أزمة التجنيس الرياضي في مصر: "كيشو" يتبع "شروق وفا" نحو تمثيل أمريكا ويكشف عن خلل مؤسسي عميق**

  •  هذا التطور المثير للجدل يعيد إلى الواجهة مجددًا تساؤلات ملحة حول الأسباب الجذرية التي تدفع
  •  نجوم الرياضة المصرية للتخلي عن هويتهم الوطنية والانتقال لتمثيل دول أخرى، ويكشف عن خلل
  •  مؤسسي عميق وسط صمت رسمي وتراكم اتهامات بالإهمال والفساد.

**تزايد موجات التجنيس مؤشر على أزمة نظامية**

لم تعد ظاهرة تجنيس الرياضيين المصريين حالات فردية معزولة، بل تحولت إلى موجة متزايدة تشمل رياضات مختلفة، من الشطرنج إلى المصارعة، مرورًا بالعديد من الألعاب الفردية. هذه الموجة ليست مجرد خيارات شخصية للاعبين، بل هي انعكاس مباشر لبيئة رياضية طاردة، تفتقر إلى الدعم الكافي، وتغيب عنها الرؤية المستقبلية الواضحة للاستثمار في المواهب وصقلها. إن إعلان "كيشو" يمثل حلقة جديدة في مسلسل طويل من الخسائر الرياضية لمصر، والتي تفقد بها أبرز نجومها في أوج عطائهم.

 

**كيشو بطل أولمبي يبحث عن تقدير مستحق**

يعد محمد إبراهيم "كيشو" (27 عامًا) أحد أبرز المصارعين في تاريخ مصر الحديث. فوزه ببرونزية أولمبياد طوكيو 2020 لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل كان مصدر فخر للبلاد بأسرها. إلا أن هذا الإنجاز لم يترجم إلى دعم مستمر أو تقدير مادي ومعنوي يوازي حجم تضحياته وجهده.

  1.  الصور التي نشرها "كيشو" على حسابه بـ "فيسبوك" وهو يتدرب في منشأة أمريكية، مرفقة بعبارة
  2.  "الخطوة الأولى"، كانت بمثابة الشرارة التي فجرت الأزمة. هذه الخطوة، التي بدت كأنها رد فعل
  3.  مباشر على بيئة غير داعمة، تضع الاتحاد المصري للمصارعة واللجنة الأولمبية المصرية في موقف
  4.  حرج.

 

**مقارنة بين "شروق وفا" و"كيشو" أسباب متقاطعة وسخط مشترك**

على الرغم من اختلاف الرياضتين (الشطرنج والمصارعة)، تتشابه قصتا شروق وفا وكيشو في جوهرهما. شروق وفا، التي حصدت أكثر من 20 ميدالية ذهبية قاريًا وعربيًا على مدار 15 عامًا، بررت قرارها بـ "الانحطاط والفساد" داخل الاتحاد المصري للشطرنج. "كيشو" من جانبه، أرجع قراره إلى "نقص الدعم الحكومي".

  •  رده على المتابعين الغاضبين من قراره كان صريحًا ومؤلمًا: "مصر بلدي، اتولدت وكبرت فيها ولن
  •  أنسى طبعًا"، لكنه أضاف بحسرة "1500 جنيه مصري = ميدالية أولمبية!! أكمل؟"، مشيرًا إلى
  •  التقدير المادي الهزيل الذي يتلقاه الأبطال.

 هذا الرقم يعكس حجم الفجوة بين تطلعات الرياضيين وحجم الدعم المقدم لهم، ويجعل من الانتقال لتمثيل دول أخرى قرارًا منطقيًا من منظور اللاعب الذي يبحث عن مستقبل مستقر وحياة كريمة. وعندما سئل عما إذا كان لا يزال ينافس لمصلحة مصر، أجاب: "أنا اعتزلت اللعب في مصر".

 

**الاعتزال السابق وظروف أولمبياد باريس**

لم تكن أزمة "كيشو" مفاجئة تمامًا. فقد أعلن اعتزاله في وقت سابق من هذا العام، خاصة بعد خروجه من الأدوار الأولى في أولمبياد باريس 2024. وقد تزامن ذلك مع تعرضه لمزاعم "تحرش جنسي" تم احتجازه على إثرها لفترة وجيزة قبل إطلاق سراحه لعدم كفاية الأدلة. علل "كيشو" قرار الاعتزال وقتها بنقص الدعم المؤسسي ومحدودية المكافآت المالية وعدم كفاية التقدير الذي يمكنه من بناء حياة أسرية مستقرة. هذه العوامل مجتمعة دفعت "كيشو" نحو البحث عن بديل يوفر له الاستقرار والتقدير الذي يستحقه.

 

**اتحاد المصارعة تحت المجهر تاريخ من الانتقادات والإهمال**

تتعرض الاتحادات الرياضية المصرية، وفي مقدمتها اتحاد المصارعة، لانتقادات حادة على مدار العقد الماضي. عشاق الرياضة والخبراء يوجهون أصابع الاتهام إلى سوء الإدارة، ونقص التمويل، والإهمال الذي يؤدي إلى تضييع المواهب. 

  1. وقد شهدت رياضة المصارعة المصرية اعتزال عشرات المصارعين البارزين قبل الأوان بسبب
  2.  الإصابات المتكررة نتيجة غياب الرعاية الطبية الكافية، أو السفر لتمثيل دول أخرى بحثًا عن ظروف
  3.  أفضل. أسماء مثل إبراهيم غانم "الونش"، ومحمد عصام السيد، وأحمد فؤاد بغدودة، الذين تحولوا
  4.  للدفاع عن ألوان دول أخرى مثل فرنسا

 وأحمد إبراهيم عجينة وسارة جودة اللذين اعتزلا بسبب إصابات مزمنة، هي مجرد أمثلة على هذا النزيف المستمر. ورغم نفي الاتحاد المحلي بشدة لهذه الاتهامات، إلا أن الواقع على الأرض يحكي قصة مختلفة.

 

**خبراء القصة أعمق من قرار فردي**

يرى الخبراء أن قضية "كيشو" ليست مجرد قرار فردي، بل هي جزء من مشكلة أعمق وأكثر تعقيدًا. محمد صلاح، الرئيس السابق لمنطقة القاهرة للمصارعة، أكد لوكالة "رويترز" أن قصة "كيشو" تؤكد ما يعانيه أبطال الرياضة في مصر، وخاصة في اتحاد المصارعة، من مشكلات إدارية.

  •  وأشار صلاح إلى أن "كيشو" كان يمكنه استعادة مستواه الذي حصل من خلاله على ميدالية أولمبية
  •  في طوكيو 2020، لكن تعامل الاتحاد معه في السنوات الماضية جعله يفقد مستواه، مما أدى إلى
  •  الأخطاء في أولمبياد باريس. وأضاف صلاح أن "هناك عشرات القصص لمصارعين قرروا الهرب
  •  والتجنيس بسبب معاناتهم مع اتحاد المصارعة في السنوات الأخيرة. لن تكون قصة كيشو هي الأخيرة
  •  حتى وإن كانت إجراءات التجنيس تحتاج إلى ثلاث سنوات في الأقل".

 

**شروط الميثاق الأولمبي في تغيير الولاء الرياضي**

يجب الإشارة إلى أن عملية تغيير الولاء الرياضي تخضع لشروط صارمة بموجب الميثاق الأولمبي. يتعين على الرياضيين الراغبين في تمثيل بلد جديد الانتظار عادة لمدة ثلاثة أعوام من تاريخ آخر مشاركة لهم مع بلدهم السابق في مسابقة دولية معترف بها.

  1.  يمكن التنازل عن فترة الانتظار أو تقصيرها، ولكن ذلك يتطلب موافقة اللجنة الأولمبية الدولية
  2.  والاتحاد الدولي المعني، واللجنة الأولمبية الوطنية الجديدة. هذا يعني أن قرار "كيشو" سيتطلب فترة
  3.  من الإجراءات والموافقات، لكن إعلانه يشير إلى جديته في اتخاذ هذه الخطوة المصيرية.

 

**الصمت الرسمي إشارة سلبية وتفاقم للأزمة**

حتى الآن، التزمت اللجنة الأولمبية المصرية الصمت ورفضت التعليق على الأزمة، بينما لم يرد الاتحاد المصري للمصارعة على طلبات التعقيب. هذا الصمت الرسمي يزيد من حدة الأزمة ويترك انطباعًا بأن هناك تجاهلًا للمشكلات الحقيقية التي تواجه الرياضيين. غياب الشفافية والحوار المفتوح حول هذه القضايا لا يساهم إلا في تفاقمها وزيادة الإحباط لدى الرياضيين والمتابعين.

 

**خاتمة**

أزمة "كيشو" بعد "شروق وفا" ليست مجرد أخبار رياضية عابرة، بل هي جرس إنذار يدق بقوة في دهاليز الرياضة المصرية. إنها تكشف عن ضرورة إجراء مراجعة شاملة للسياسات الرياضية، وإعادة تقييم طرق دعم المواهب، وتوفير بيئة جاذبة تحافظ على نجوم مصر بدلاً من دفعهم نحو الهجرة الرياضية.

 إذا استمر هذا النزيف، فإن مستقبل الرياضة المصرية قد يكون على المحك، وسنفقد المزيد من الأبطال القادرين على رفع اسم مصر عاليًا في المحافل الدولية. المطلوب الآن ليس فقط ردود فعل فورية، بل خطط استراتيجية طويلة الأمد تضمن رعاية حقيقية للرياضيين وتطويرًا مستدامًا للرياضة المصرية.

**أزمة التجنيس الرياضي في مصر: "كيشو" يتبع "شروق وفا" نحو تمثيل أمريكا ويكشف عن خلل مؤسسي عميق**


author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent